فنطمع في أن نكون ضمن المختارين من الفائزين، وهم الذين فضلوا الموتة الزكية الشريفة، وهم الذين اختارهم الحق سبحانه من بين أحبائه المخلصين: ويتخذ منكم شهداء (آل عمران140).
ولنتأمل فيما أعده سبحانه لهم، وكيف ضمن لهم كل ما يشغل أي عبد لنفسه ولأهله ولمستقبله؟
أي أن الحق سبحانه قد حل لهم كل مشاكلهم الحياتية والأخروية، فندرك لِمَ استعذب هؤلاء النخبة الشهادة، فجعلوا يتمنونها حتى وهم في أعلى درجات الجنة؟
1 الأمن من سكرات الموت:
"مَا يَجِدُ الشَّهِيدُ مِنْ أَلَمِ الْقَتْلِ إلا كَمَا يَجِدُ أَحَدُكُمْ مِنْ أَلَمِ الْقَرْصَةِ"(5).
2 الأمن من فتنة القبر:
روي "أَنَّ رَجُلا قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا بَالُ الْمُؤْمِنِينَ يُفْتَنُونَ فِي قُبُورِهِمْ إِلا الشَّهِيدَ؟ قَالَ: "كَفَى بِبَارِقَةِ السُّيُوفِ عَلَى رَأْسِهِ فِتْنة"(6).
3 الأمن على الأهل والولد:
"يُشَفَّعُ الشَّهِيدُ فِي سَبْعِينَ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ"(7).
4 التسجيل مع الأوائل:
"إِنِّي لأعْلَمُ أَوَّلَ ثَلاثَةٍ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ: الشَّهِيدُ، وَعَبْدٌ أَدَّى حَقَّ اللَّهِ وَحَقَّ مَوَالِيهِ، وَفَقِيرٌ عَفِيفٌ مُتَعَفِّفٌ، وَإِنِّي لأَعْلَمُ أَوَّلَ ثَلاثَةٍ يَدْخُلُونَ النَّارَ: سُلْطَانٌ مُتَسَلِّطٌ وَذُو ثَرْوَةٍ مِنْ مَالٍ لا يُؤَدِّي حَقَّهُ وَفَقِيرٌ فَخُورٌ"(
.
5 الفضائل الفورية الست:
"لِلشَّهِيدِ عِنْدَ اللَّهِ سِتُّ خِصَالٍ:
يُغْفَرُ لَهُ فِي أَوَّلِ دَفْعَةٍ، وَيَرَى مَقْعَدَهُ مِنَ الْجَنَّةِ، وَيُجَارُ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ ،وَيَأْمَنُ مِنَ الْفَزَعِ الْأَكْبَرِ، وَيُوضَعُ عَلَى رَأْسِهِ تَاجُ الْوَقَارِ الْيَاقُوتَةُ مِنْهَا خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا، وَيُزَوَّجُ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ زَوْجَةً مِنَ الْحُورِ الْعِينِ وَيُشَفَّعُ فِي سَبْعِينَ مِنْ أَقَارِبِهِ"(9).
6 المرتبة العليا من الجنة:
"رَأَيْتُ اللَّيْلَةَ رَجُلَيْنِ أَتَيَانِي فَصَعِدَا بِي الشَّجَرَةَ فَأَدْخَلانِي دَارًا هِيَ أَحْسَنُ وَأَفْضَلُ لَمْ أَرَ قَطُّ أَحْسَنَ مِنْهَا. قَالا: أَمَّا هَذِهِ الدَّارُ فَدَارُ الشُّهَدَاءِ"(10).
7 استعذاب الشهادة:
"مَا أَحَدٌ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ يُحِبُّ أَنْ يَرْجِعَ إِلَى الدُّنْيَا وَلَهُ مَا عَلَى الأَرْضِ مِنْ شَيْءٍ، إِلا الشَّهِيدُ، يَتَمَنَّى أَنْ يَرْجِعَ إِلَى الدُّنْيَا فَيُقْتَلَ عَشْرَ مَرَّاتٍ لِمَا يَرَى مِنَ الْكَرَامَة"(11).
8 السعادة الأبدية:
ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون 169(آل عمران 169).
الخطوة الخامسة: كيف نحب الموت؟
ثم تجيء الخطوة الخامسة؛ وهي عوامل الاستمرارية والثبات على طريق النجاة. وهي التطبيقات العملية على طريق حسن صناعة الموت:
1 تجديد النية:
"مَنْ سَأَلَ اللَّهَ الْقَتْلَ فِي سَبِيلِهِ صَادِقًا مِنْ قَلْبِهِ أَعْطَاهُ اللَّهُ أَجْرَ الشَّهِيدِ"(12).
2 صندوق تجهيز الغازي:
"من جهز غازياً في سبيل الله تعالى فقد غزا"(13).
3 صندوق كفالة بيت الغازي:
"ومن خلف غ
المزيد
التحدي
سبتمبر 24th, 2007 كتبها مدونه الشهيد الدكتور على نتفه نشر في , ايمانيات,
تعليق واحد »,
التحدي
سمية رمضان أحمد
أكاديمية متخصصة في القضايا التربوية والدعوية .
جمعتهما قاعة كبيرة في بلد عربي، إحداهما تقضي إجازة، والأخرى مقيمة عاملة بذلك البلد، وهدفهما كان الاستماع لإحدى الداعيات في أحد دروسها، وكانت الداعية تتحدث في تلك الأمسية عن قيام الليل، وبدأت كعادتها بتقديس الله والثناء عليه مما جعل الأذان تصغي، والقلوب تخشع، ومر الوقت سريعاً، وكان هناك عشاء، وأثناء تناول الطعام كان النقاش والحوار، وكانت الصديقتان تجمعهما نفس المائدة وكانت الأخت المقيمة معترضة على إمكانية قيام الليل في وقتنا الحالي، حيث قالت: نعم، صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم : "أفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل" (رواه مسلم).
ولكن هذا أمر يجب ألا نشجع الآخرين عليه، فكيف يمكن لمثلي أن تقوم الليل ثم تذهب في اليوم التالي إلى المدرسة في ظل هذه المسؤولية الكبيرة الملقاة على عاتقي من تدريس وتصحيح وتعليم؟! يجب أن أنام الليل بأكمله حتى يتسنى لي فعل ذلك، وهل ننسى رجوعي بعد ذلك إلى المنزل والقيام بمسؤوليات الأولاد من تدريس وتربية ومن غسيل للملابس والأواني ثم إعداد الطعام، ثم إعداد نفسي لاستقبال زوجي، ثم متطلبات زوجي! فلابد وأن الداعية متفرغة تماماً فقط للصلوات، قالت لها صديقتها: ولكن كيف يرشدنا صلى الله عليه وسلم لأمر ولا يكون في استطاعتنا وقدرتنا؟ بل إن الله سبحانه قد جعلها من أسباب دخول الجنة، حيث يروى عن الرسول صلى الله عليه وسلم قوله: "يا أيها الناس، أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، وصِلوا الأرحام، وصلُّوا والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام".
لقد تأثرت كثيراً عند ترديدها لقول الله: كانوا قليلا من الليل ما يهجعون (17) وبالأسحار هم يستغفرون (18).
وانسابت دموعي عند تلاوتها لآية الإسراء: ومن الليل فتهجد به نافلة لك عسى" أن يبعثك ربك مقاما محمودا 79.
فهل من المعقول أن كل هؤلاء لم يكونوا يعملون؟ بالتأكيد أن هناك سراً عند الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ، لذلك سأبدأ في قيام الليل وأجرب بنفسي، قالت لها الأخت المقيمة: لن تستطيعي، ولو استطعت أياماً لن تستطيعي المواصلة، وأتحداك إن واصلت.
نظرت إليها صديقتها بحيرة ورددت، ربنا آتنا من لدنك رحمة وهيئ لنا من أمرنا رشدا 10 (الكهف)، سأحاول وأسأله المعونة.
وفرق السفر بين الصديقتين، ولنرافق الصديقة في رحلتها وتجربتها مع قيام الليل لنستمع إليها حيث قالت:
رجعت إلى بلدي وأصداء الدرس مازالت كلماته تتردد على قلبي، فقد جعلتني الأخت الداعية أحب الليل، وأتمنى مصاحبته في مرضاة الله، وأخذت أستعيد ما قالته ليشد ذلك من أزري.
ففي الليل كان نزول القرآن إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين (3) (الدخان)، إنا أنزلناه في ليلة القدر (1) (القدر).
ومسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم كان ليلاً سبحان الذي أسرى" بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصا (الإسراء:1).
وجعل فيه سبحانه تلاوة الآيات: يتلون آيات الله آناء الليل وهم يسجدون 113 (آل عمران).
وفيه لقاء مالك الليل والنهار قم الليل إلا قليلا (2) (المزمل).
وهو من آيات الله وجعلنا الليل والنهار آيتين (الإسراء:12).
فاستعنت بالله وقمت بضبط وقت الاستيقاظ قبل الفجر بنصف ساعة، ولكني في هذا اليوم لم أتمكن إلا من صلاة ركعتين وصليت الفجر، وقمت بالنوم مجدداً بلا جدوى، وانقضى النهار بلا متاعب، وفي الليلة التالية كان توقيت استيقاظي قبل الفجر بساعة كاملة، وكنت سعيدة مغتبطة، وبعد أن بدأت ركعتين ذكرني الشيطان أن هناك غسيلاً أضعه بالغسالة ثم أكمل الصلاة بعده، وعندما ذهبت وجدت أطباقاً في الحوض تستنجد بي وتطلب مني الغوث! وقالت لي نفسي: إنه أمر بسيط، وعند ذلك تزين لي أ
المزيد
كأنـني أكلـت
يوليو 13th, 2007 كتبها مدونه الشهيد الدكتور على نتفه نشر في , ايمانيات,
لا يوجد تعليق,
وقفــة تربويــة
كأنـني أكلـت
في كتابه الشائق "روائع من التاريخ العثماني" كتب الأستاذ الفاضل "أورخان محمد علي" قصة أغرب اسم جامع في العالم:
"هل سمع أحد بمثل هذا الاسم الغريب؟ ولكن هذا هو اسم جامع صغير في منطقة "فاتح" في اسطنبول والاسم باللغة التركية "صانكي يَدِمْ".. أي "كأنني أكلت" أو "أفترض أنني أكلت"!!
ووراء هذا الاسم الغريب قصة غريبة، وطريفة وفيها عبرة كبيرة. ثم يكمل الأستاذ أورخان قصة هذا الجامع فيقول: "كان يعيش في منطقة "فاتح" شخص ورع اسمه "خير الدين كججي أفندي"، كان صاحبنا هذا عندما يمشي في السوق، وتتوق نفسه لشراء فاكهة، أو لحم أو حلوى يقول في نفسه: "صانكي تدم" "كأنني أكلت" ثم يضع ثمن تلك الفاكهة أو اللحم أو الحلوى في صندوق له.
ومضت الأشهر والسنوات، وهو يكف نفسه عن كل لذائذ الأكل، ويكتفي بما يقيم أوده فقط، وكانت النقود تزداد في صندوقه شيئاً